إرسل فتوى

لا تستهينوا بأثر الدعاء قصة ثلاثة شباب بسجن صيدنايا 

لا تستهينوا بأثر الدعاء قصة ثلاثة شباب بسجن صيدنايا

حدثني أحد الإخوة عن قصة شخص من الشباب السوريين الذين كانوا في سجن صيدنايا،وناله من العذاب ما ناله.

فقال له، كيف كانت الأمور داخل السجن، وقد كانوا يُعذَّبون عذابًا شديدًا.

فقال: “كنا ثلاث مجموعات،واتفقنا مع بعض أن كل مجموعة تدعو بدعاء،تختار الدعاء الذي ستدعو الله سبحانه وتعالى به.
فأجاب الله سبحانه وتعالى دعاءنا جميعًا، كل مجموعة بما دعت.”

المجموعة الأولى قالت:“اللهم إنا لا نُطيق ولا نتحمل ألم العذاب والتعذيب، فاقبضنا إليك.”

فماتوا الثلاثة.هذا الشاب يقول: “أحدهم مات بين يديّ.”استجاب الله دعاءهم. فماتوا جميعا.

المجموعة الثانية قالت:“اللهم إنا لا نتحمل هذا العذاب، فانقلنا إلى سجن لا عذاب فيه.” فُنقلوا إلى سجن آخر.

المجموعة الثالثة قالت:“اللهم إنا لا نتحمل هذا العذاب، ففرج عنا، وفُكّ أسرنا.”ففكّ الله أسرهم وخرجوا.

فقلت له: “لكنهم لم يكن لديهم فقه الدعاء.” قال لي: “وما فقه الدعاء؟”

قلت له:“أن تسأل الله سبحانه وتعالى أعلى شيء.أنت تسأل الكريم، سبحانه وتعالى، وخزائنه مَلأى.

تقول له: ‘انقلني إلى سجن لا عذاب فيه’؟!هذا ليس من فقه الدعاء أبدًا.”

انظروا إلى قول الله تعالى:{وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}[الفرقان: 74]

لم يقل: “واجعلنا من المتقين.”بل طلب المرتبة الأعلى، أن نكون أئمة للمتقين.

ارزقنا الفردوس الأعلى من الجنة، وليس “يا رب، أيّ مكان في الجنة وخلاص.”
اسأل الأعلى.

لماذا قالوا “اللهم أمتنا.”لماذا لا تدعو الله سبحانه وتعالى أن يُفرج كربك؟ أن ينجيك؟ أن يرزقك القوة والثبات؟

د. خالد حنفي
د. خالد حنفي

الدكتور خالد حنفي هو أحد العلماء البارزين المتخصصين في أصول الفقه، وقد حصل على درجة الدكتوراه في أصول الفقه عام 2005. شغل العديد من المناصب العلمية والدعوية والأكاديمية المرموقة في العالمين العربي والإسلامي، خاصة داخل القارة الأوروبية.

المقالات: 80