هذا الموقع يشرف عليه مجموعة من .طلبة العلم محبي الدكتور خالد حنفي.
إرسل فتوى
للحصول على فتوى، يرجى ملء هذا النموذج.
للحصول على فتوى، يرجى ملء هذا النموذج.
كيف نحطم أقفال القلوب قبل رمضان؟
خطبة الجمعة بمسجد المهاجرين. بون. ألمانيا 7 فبراير 2025م
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد، فقد انقضى أسبوع من شهر شعبان واقتربنا بانقضائه من شهر رمضان المحطة الإيمانية الأهم في حياة المسلم، وشهر شعبان هو الشهر الذي وقع فيه تحويل القبلة، وهو الشهر الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى ولهذا أكثر النبي صلى الله عليه وسلم من الصيام فيه؛ فعن أسامة بن زيد قال: قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَك تصومُ من شهرٍ من الشُّهورِ ما تصومُ شعبانَ؟ قال: “ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ، وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ”. النسائي بسند صحيح. وهو شهر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن فيه نزل قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وهو شهر القراء؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: كان المسلمون إذا دخل شهر شعبان انكبوا على المصاحف فقرأوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على رمضان. ابن رجب بسند ضعيف. وفيه ليلة النصف من شعبان والتي توافق ليلة الجمعة القادمة أي: يوم الخميس القادم إن شاء الله، وقد ورد في فضلها حديث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ في لَيْلَةِ النِّصْفِ من شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خلقه إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِن”. ابن ماجة وصححه الألباني.
أخطاء المسلمين قبل رمضان: يقع المسلمون في ثلاثة أخطاء قبل رمضان، الأول: الغفلة عن شهر شعبان واغتنامه في الاستعداد لرمضان، الثاني: عدم إعداد القلب والروح لاستقبال رمضان، الثالث: التعامل الرقمي مع العبادات دون النظر في أثرها على القلب، وأهم ما يتعين علينا العناية به في شهر شعبان وما يفهم من إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من الصيام فيه هو النظر في حال القلب ورقته أو قسوته والعمل على محو الران من عليه، وتحطيم الأقفال والغشاوة التي تحجبه عن هدايات القرآن وعن الانتفاع بالعبادة في رمضان، لأننا لن نربح رمضان ولن نكون بحق من الفائزين فيه إلا إذا تغيرت قلوبنا ولا سبيل لذلك إلا بالبدء في إصلاحها وتزكيتها في شعبان، وأهم المعينات على تحطيم أقفال القلوب قبل رمضان ما يلي:
وليس هناك منكر أشد من دعوة يتبناها رئيس أكبر دولة في العالم تزعم أنها راعية الديمقراطية والقانون وحقوق الإنسان بالتطهير العرقي لأهل غزة وإخراجهم كرها من أوطانهم وديارهم، وكأننا نعود من جديد في العالم المتحضر إلى شريعة الغاب وتغييب القانون الدولي والأممي ولا يبالي بإنكار ورفض العالم لتلك الدعوة القبيحة، وهذا الخطاب الشعبوي المتصاعد يؤكد على الفشل السياسي والعجز عن إيجاد حلول واقعية للأزمات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وعلى المسلمين والأحرار في العالم أن ينكروا هذا المنكر وأن يرفضوا تلك الدعوة بالوسائل السلمية قبل أن تلعننا الأجيال القادمة، ولا يرحمنا التاريخ إذا سكتنا عن نصرة المظلوم وجبنا عن أن نقول للظالم: لا، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: “إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم” الحاكم عن عبدالله بن عمرو بسند صحيح.
اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان، وأصلح فساد قلوبنا، واجعلنا من أهل القرآن، وكن لأهلنا في غزة وليا ونصيرا وسندا ومعينا، والحمد لله رب العالمين.