امرأة فرنسية تمنع بناء مسجد ثم تراجعت؛ لماذا؟
حدثني واحد من مشاهير وكبار الدعاة في فرنسا أن المسلمين أخذوا موافقة على بناء مسجد كبير في حي من أحياء باريس الكبرى، وأخذوا كل التصاريح والأموال جاهزة وسيبدأون.
قادت امرأة حملة تحريضية ضد بناء المسجد وتنفيذ المشروع. والبلدية أمام الاحتجاجات الشعبية قالت: “نحن لا نستطيع أن نمضي في المشروع ولا نريد مشاكل وصدامات وكذا”.
فألغوا بناء المشروع وتنفيذه.
بعد فترة من الزمن، مرض كلب (أعزكم الله) هذه المرأة ونزلت باكية به الساعة الثالثة فجراً تذهب إلى المستشفى لإسعافه.
تصادف نزولها مع نزول طبيب بيطري مسلم خارج لصلاة الصبح.
فعندما رآها، وكان يعرفها، امرأة مشهورة في الحي وهي لا تعرفه، فأسعف كلبها وأنقذ حياته.
وبعد أن هدأت والتقطت أنفاسها واطمأنت على كلبها، دار حوار بينها وبين هذا الرجل، وعلمت أنه طبيب بيطري مسلم.
أول شيء تذكرته قالت: “إذاً أنت تضررت من المشروع الذي لم يُبنَ كمسجد لكم؟” قال لها: “نعم.
ولذلك أنا نزلت مبكراً في هذه الساعة حتى أقصد المسجد البعيد لأداء صلاة الصبح فيه”.
بدأت تفكر: “الرجل يتعامل معي بهذه الأخلاق، مع أن الأصل أنه عندما عرفني، نرجع إلى مسألة المبدئية لا النفعية.
لو كان نفعياً لقال هذه المرأة لا تستحق.
تذهب هي وكلبها إلى…” لكن قال: “لا”، وتعامل بأخلاق الإسلام معها، ومع الحيوان الذي أمرنا بالإحسان إليه وبالعطف عليه.
وإحسان رجل إلى كلب كان سبباً في دخوله الجنة.
فالمرأة قالت: “لا أستطيع أن أكفر أو أن أعوّض عما فعلت إضراراً بكم وبك أنت شخصياً، إلا أن أغير الصورة التي أوصلت أهل الحي إليها”.
وأخذت تقود حملة أخرى تصحيحية لصورة المسلمين لدى أهل الحي وضرورة أن نسمح لهم ببناء المسجد.
وتم تنفيذ المشروع وبناؤه للمسلمين بسبب موقف أخلاقي واحد لهذا الطبيب المسلم جزاه الله خيراً.
من محاضرة: (المسلمون في الغرب بين القدوة والفتنة)