هذا الموقع يشرف عليه مجموعة من .طلبة العلم محبي الدكتور خالد حنفي.
إرسل فتوى
للحصول على فتوى، يرجى ملء هذا النموذج.
للحصول على فتوى، يرجى ملء هذا النموذج.
نحن ندعو الله تبارك وتعالى في كل صلاة، بل في كل ركعة، أن يهدينا الصراط المستقيم، فنقرأ في سورة الفاتحة، “اهدنا الصراط المستقيم” آية 6،
فما هو الصراط المستقيم؟
الصراط المستقيم هو صراط الذين أنعم الله تبارك وتعالى عليهم.
من هم الذين أنعم الله عليهم؟
“النبيون”،( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين)
فصراط المنعم عليهم هو صراط النبيين.
فما هو صراط النبيين؟
صراط النبيين هو صراط علمي عملي، هو صراط جامع بين العلم والعمل، فإن الله تبارك وتعالى قال في سورة الفاتحة، آية 7: “اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين”.
الذين عملوا بغير علم، والذين تركوا العمل مع وجود العلم.
فإذا أردنا أن نتبع صراط النبيين، علينا أن نقوم بأعمال جامعة بين العلم والعمل.
كيف هذا؟
أن ننظر في سير الأنبياء، وتاريخهم ،المعلم الأساسي في تاريخ الأنبياء جميعًا أنهم كانوا يتمركزون حول القضايا الكبرى لزمانهم.
فإذا ذكر نبي الله لوط عليه السلام، ذكرت الفواحش: “أتأتون الذكران من العالمين”[سورة الشعراء، آية 165]
وإذا ذكر شعيب، ذكرت قضية التطفيف والكيل والميزان.
وإذا ذكر موسى، ذكرت مقاومة الطغيان وتحرير المستضعفين: “اذهب إلى فرعون إنه طغى”[سورة طه، آية 24.]
هل يعني هذا أن قضية الاستبداد والطغيان لم تكن موجودة في زمن شعيب أو في زمن لوط، أو أن قضية التطفيف لم تكن موجودة في زمن موسى عليه السلام؟ بلى كانت موجودة، لكنها لم تكن قضية كبرى.
من هنا السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا كمكون مسلم في الغرب هو:
ما هي القضية الكبرى لزماننا إن أردنا أن نتبع صراط النبيين؟
ما هي القضية الكبرى التي يجب أن نتمركز حولها؟ كأفراد ومؤسسات، وأئمة، وعمل الدعوي؟
هناك بعض الإجابات المحتملة، مثل:
1- القضية الكبرى التي يجب أن نتمركز حولها بالنسبة للأمة اليوم هي حالة الفرقة وحالة الاختلاف والتناحر القائمة بالنسبة للمسلمين في العالم، وبالنسبة للمسلمين في الغرب، بدليل أننا نختلف كل عام حول متى العيد، ونختلف أيضًا حول مواقيت الصلاة، نختلف في مسارات الاتفاق عليها سهل ويسير وطريقة بين واضح جدًّا.
2- ويمكن أن تقول لي إن القضية الكبرى التي يجب أن نتمركز حولها هي غثائية المسلمين، ونحن في الغرب رغم أقليتنا، إلا أننا كثرة، لكن هذه الفرقة جعلتنا في حالة من الغثائية وضعف التأثير.
3- ويمكن أن تقول لي إن التحديات الفكرية التي تطرق وتطرح أسئلتها فتؤدي إلى تشكيك الشباب والفتيات في الدين هي القضية الكبرى التي يجب أن نتمركز حولها.
4- ويمكن أن يأتي شخص آخر ويقول: القضية الكبرى لزماننا حتى في الغرب هي قضية مقاومة الطغيان وتحرير المستضعفين”، مقاومة وجود الاستبداد وعدم أو التقاعس عن تحرير المستضعفين هو الذي أنتج مشهد غزة المؤلم الذي نتابعه ونراه الآن؛ وجود الاستبداد هو الذي أوجد هذه الأعداد الكبرى بعشرات الآلاف تقبع في السجون منذ سنوات ظلمًا في أغلب البلدان العربية والإسلامية.
إذًا، تحرير المستضعفين ومقاومة الاستبداد هو القضية الكبرى، بل إن قضية الاستبداد والطغيان هي التي أنتجت الهجرة أصلًا وأوجدت هذا العدد الكبير من المهاجرين الذين فروا طلبًا للحرية السياسية، فوجدوا خطرًا على الدين عندما هاجروا.
لكني أعود وألخص وأقول إن القضية الكبرى للمسلمين في الغرب التي يجب على المسلمين أفرادًا وجماعات أن يتمركزوا حولها هي:
قضية حفظ الدين والتدين.
لماذا أقول إن حفظ الدين والتدين هو القضية الكبرى بالنسبة للمسلمين في الغرب أفرادًا وجماعات؟
لأن وظيفة الأنبياء الكبرى كانت إقامة الدين وحفظ الدين. “أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي”[سورة البقرة، آية 133.] عندما حضره الموت، كان مشغولًا، “ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون”[ سورة البقرة، آية 132.]
و”يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين”[سورة هود، آية 42.] نوح عليه السلام.
نبينا صلى الله عليه وسلم: “يا فاطمة، فاطمة بنت محمد، انقذي نفسك من النار”.
هذا السبب الأول أن إقامة الدين وحفظ الدين كانت رسالة الأنبياء جميعًا.
السبب الثاني هو تضاعف الخطر على الدين في الواقع الأوروبي.
قد يرى أحدكم وينظر إلى الواقع ويرى أن أعداد المسلمين في المساجد كثيرة، وأن أغلب المساجد تكرر صلاة الجمعة أكثر من مرة، ثم في يوم من الأيام يجد كنديًّا أو أوروبيًّا يعتنق الإسلام، فيكبر الناس ويبكي الناس فرحًا بإسلامه واعتناقه الإسلام، فيرى أن الأمور بخير، وأن التدين في هذه البلاد بخير؛ والحقيقة على خلاف ذلك.
نحن بما أقامنا الله سبحانه وتعالى فيه، نطلع على الجانب المستور وغير المكشوف لعموم المسلمين من واقع التدين، من واقع الانحرافات عن الدين، سواء الانحرافات العقدية بمستوياتها المختلفة أو الانحرافات الأخلاقية والسلوكية.
نطلع على أهوال والله تضحك منها الثكلى، وتسقط منها الحُبلى، ويشيب منها الأقرع!!!
أشياء الفقهاء قديمًا كانوا يتحدثون عن أنها خيالات صارت واقعًا تدفع الإنسان أن يفكر بصورة دائمة:
“كيف السبيل لحفظ الدين على ذريته وعلى أولاده؟”.
هذا هو السؤال المركزي أو القضية الكبرى التي يجب أن ننشغل بها وأن نكثر من السؤال حولها.
وهنا أود أن أجيب بصورة عملية:
كيف السبيل لحفظ الدين والتدين إذا كانت هذه القضية الكبرى بالنسبة لنا في الغرب؟
جملة من العوامل:
العامل الأول هو التوطين والصبر والتدافع الحكيم:
التوطين بمعنى اتخاذ قرار البقاء والاستيطان في هذه البلاد، ثم البحث عن الوسائل والطرق والسبل التي توصلنا إلى حفظ الدين على أنفسنا وعلى ذرارينا وأولادنا.
هذا هو منهج الأنبياء؛ فالأنبياء لم يقرروا تغيير المكان والخروج والهجرة منه إلا بعد أن استيأسوا من أقوامهم تمامًا.
لماذا لم يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بعد سنة أو سنتين أو خمسة أو عشرة، وقد تعرض لاضطهاد ولامتحانات ولأذى ولحصار وتجويع من قريش؟ فما أُذن له بالهجرة من مكة إلى المدينة إلا بعد 13 عامًا.
وهذا المنهج اتبعه كل الأنبياء بلا استثناء، الاستثناء الوحيد كان لسيدنا يونس عليه السلام استعجل الهجرة والاستيئاس من قومه، فالتقمه الحوت وهو مليم، ونجاه الله سبحانه وتعالى بالتسبيح.
لكن مثلًا سيدنا إبراهيم وسيدنا لوط عليهما السلام: “فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم” [سورة العنكبوت، آية 26]
متى قرر الهجرة؟
بعد مشهد الإحراق في النار، وبعد نزول العذاب على قوم سيدنا لوط.
لكنه استمر في مدافعة أن نستمر في تدافع مع التحديات بالوسائل السلمية الحضارية المقدور عليها، وهي موجودة وكثيرة وممكنة.
سيدنا يوسف عليه السلام أقرب نماذج الأنبياء للقرب من واقع المسلمين في الغرب، فقد كان له وطنان:
الوطن الذي ولد فيه، والوطن الذي عاش فيه وامتحن فيه بامتحان امرأة العزيز والسجن. وماذا قال؟
قال: “رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه”[ سورة يوسف، آية 33.] لم يقل الهجرة، ولما سجن استمر في توطين الدعوة وممارسة الدعوة وهو في السجن: “يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار”[سورة يوسف، آية 39]
ولما خرج من السجن لم يقل: “هذا بلد أوذيت واضطهدت فيه، عليّ أن أهاجر وأن أهرب منه”.
عرض نفسه، وقام باستنقاذ البلد من المجاعة الاقتصادية بتفسير الرؤيا للملك، ثم عرض نفسه على الملك وتقلد ثلاث وزارات في حكومة غير مسلمة، قال: “اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم”[سورة يوسف، آية 55.]، فالتوطين الحكيم والصبر والتدافع واستشعار المهمة الرسالية العالمية للمسلم في هذا الكون.
لذلك استعرض النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرسالة عندما جاءه ملك الجبال يطلب منه أن يطبق على أهل مكة الأخشبين انتقامًا للنبي صلى الله عليه وسلم عندما أوذي منهم، قال: “لا، إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئًا”.
هذا هو العامل الأول جوابًا على السؤال: “كيف السبيل لحفظ الدين والتدين في الغرب؟”.
العامل الثاني: أن نوجد نحن البيئة الحاضنة للتدين في الغرب وفي هذه البلاد:
هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، هل كانت المدينة بيئة صالحة للعيش أصلًا؟
ليس فقط لحفظ الدين، أبدًا، لم تكن كذلك. المدينة منطقة حمّى، بلد فيه حمى، اعتاد أهلها عليها، أما الوافد إليها فكان إذا أصيب بها يتأذى إيذاءً شديدًا، وأصابت هذه الحمى سيدنا بلال وسيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنهما، لدرجة أنه من تألم سيدنا أبا بكر من الحمى، بدأ يلعن الكفار، كفار قريش الذين أخرجوه من بلده الذي أحب من مكة. “مالي أنا ومال هذا البرد الشديد الذي أكرهت على ترك وطني الجميل والانتقال إليه”، وأخذ يقول الأشعار في مكة بسبب ماذا؟ بسبب الحمى، بسبب أن البيئة والمكان غير مناسب للعيش أصلًا: “ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل”.
ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم؟
هل قال لهم: “نعم، إن المدينة فعلًا مكان غير مناسب، علينا بسرعة أن نهاجر منها وأن نغير المكان؟”
كلا. فقد قرر توطين الدعوة في هذا المكان وقال: “اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة وأشد”.
وماذا نفعل في الحمى؟
“وانقل حماها إلى الجحفة”، فنقلت حماها إلى الجحفة، وصارت المدينة مأرز الإيمان، وجحر الإيمان، ومستقر الإيمان، يشعر بهذا كل مسلم يزور مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. علينا أن نوجد نحن هذه البيئة.
ولذلك، تأسيس وبناء المدارس الإسلامية في الغرب، خاصة هنا في كندا، من أوجب الواجبات على المسلمين في مجموعهم، وأنتم في نعمة كبرى لديكم الفرصة والإمكانية، غيركم كالمسلمين في ألمانيا ليس لديهم هذه الإمكانية أصلًا.
المسلمون في السويد عندهم سلسلة من المدارس أغلقت ولم تبق عندهم مدرسة واحدة، أنت عندك الإمكانية، عليك أن تتمسك بها.
العوامل كثيرة، لكني أختم بنقطة في غاية الأهمية أيها الإخوة، وهي:
العامل الثالث: ضرورة الموازنة:
ضرورة الموازنة بين مقتضيات المواطنة والانتماء لهذا الوطن الذي نعيش على أرضه وننعم بخيره، وبين الانتماء للأمة والانتماء للدين، والانتماء والتفاعل مع قضايا الأمة.
وليس أظهر ولا أبين من قضية نتفاعل معها ونعكس هذا التوازن من هذا الذي يجري ويحدث على أرض غزة الأبية.
والله تعجز مفردات اللغة عن وصف ما يجري على أرض غزة.
يموت الناس جوعًا، جوعًا حقيقيًّا. يموت الناس خوفًا، قهرًا، كمدًا.
وليس أشد على القلب إيلامًا وإيجاعًا من حالة الخذلان والموت الإنساني والأخوي الذي تحياه الأمة اليوم.
مشهد واحد من هذه المشاهد كفيل أن يحرك الحجر، فما باله لا يحركنا؟
وإن حركنا فيحركنا لفترة مؤقتة، لكننا لا نداوم على النصرة وعلى الإغاثة، وعلى أقل القليل بعض المناشط المهمة المؤثرة تعتبر نزهة بالنسبة لنا، كالتظاهرات الشعبية السلمية التي نوصل بها الرسالة ونجعل القضية حية في هذه المجتمعات… كيف حضور المسلمين فيها اليوم؟
هذا طبيب عائد من غزة يقول: “نقوم بإجراء العمليات بذات الأدوات ودون تعقيم؛ لأنه لا توجد أدوات، فتنتقل العدوى، فيموت الأول ويموت الثاني؛ لأنه في كل الأحوال سيموت، فأنت ميت ميت”.
هذا رجل من أهل غزة واقف على خيمته، يرى بنتًا صغيرة تضرب أختها، فيذهب إليها ويقول لها: “لماذا تضربين أختك الصغيرة؟”. تقول له: “لأننا حجزنا نصف رغيف ليكفينا بقية اليوم، هي والأسرة كلها، قامت بأكل نصف الرغيف، ماذا نفعل في بقية اليوم؟”. قال: “أخذتها إلى خيمتي وأعطيتها ثلاثة أرغفة وما تيسر من الطعام، فرحت به جدًّا وقالت له: “عمو، هل يمكن أن تكون مكان أبي الذي استشهد وتعطينا كل يوم ثلاثة أرغفة؟”.
هذا إمام والله يحكي لي هذا الموقف بكل أسى، يقول لي: “قابلت صحفيًّا إسبانيًّا غير مسلم في مطار من المطارات، سمع أن قافلة إغاثية ستذهب إلى غزة من إسطنبول، فشد الرحال وجاء إليها. قال: “أخذت وتعرفت عليه، قلت له: “ماذا تعمل؟ ما هو عملك؟” قال: “كنت أعمل صحفيًّا حتى قبل أسبوعين”، “وماذا حدث؟” قال: “فصلت من عملي”، “ولماذا فصلت من عملك؟” قال: “لأني كتبت بموضوعية وإنصاف عما يجري ويحدث في غزة، ولست نادمًا ولست حزينًا على هذا التصرف”.
يقول الإمام: “احتقرت نفسي، أحسست نفسي كالنملة أمام هذا الرجل؛ لأني كنت أظن أني أنصر غزة عندما أدعو لأهلها، قمت بواجبي والحمد لله، فوجدت هذا الرجل غير المسلم يفقد وظيفته ويغامر بحياته إذا استطاع فقط لأن الإنسانية تحركت في قلبه، فكيف وأنا مسلم وهؤلاء يدافعون عن مقدساتنا وعن كرامة العرب والمسلمين جميعًا”.
يحدث هذا أيها الإخوة، والعرب بكل أسف، وسيكتب التاريخ هذا، سيكتب التاريخ هذا والله بكل مرارة وبكل خزي وبكل عار، يدفعون المليارات لمن يقرر استمرار الحرب، استمرار التجويع والحصار لغزة ولأهلها.
أرأيتم أن من قال إن الاستبداد والطغيان والعمل على تحرير المستضعفين يجب أن يكون هو القضية الكبرى؟
نحن بحاجة إلى نصرة مستدامة لأهلنا وإخواننا في غزة.
وعندما يضيق على المسلمين حول العالم، تتجه أنظارهم بطبيعة الحال إلى من يسر الله سبحانه وتعالى لهم حرية نسبية، كالمسلمين الذين يعيشون في الغرب، ولدينا الكثير من مساحات العمل الفردية والجماعية المؤثرة، شريطة أن نضبط كل تفاعل وكل صورة من صور النصرة والتناصر بضوابط ونظم وقوانين البلاد، وأن تكون بلغة وأسلوب من المجتمع يفهمه المجتمع حتى تصل الرسالة.
الدعاء
اللهم كن عونًا وسندًا وناصرًا وحافظًا ومغيثًا ومثبتًا
ومؤيدًا لعبادك المستضعفين في غزة وفلسطين.
تقبل شهيدهم، واشف مريضهم، وداو جريحهم، وآمن خائفهم،
وأطعم جائعهم، وانتقم بقدرتك ممن ظلمهم.
اللهم عليك بالملأ من الظالمين.
اللهم اشدد وطأتك على الظالمين، اللهم اشدد وطأتك على الظالمين.
اللهم ضاقت بنا المسالك، وأحاطت بنا المهالك،
واشتدت بنا الأزمات، واستحكمت حلقاتها،
وليس لنا رب غيرك، ولا ملاذ سواك، فاكشف اللهم غمتنا،
وفرج كربتنا، وأغث لهفتنا، وأجب دعوتنا.
آمين