إرسل فتوى

ألمانية تريد أن يتربي ابنها بالمسجد

ألمانية تريد أن يتربي ابنها بالمسجد

أذكر أن أحد الإخوة الفضلاء جدًا، من قدماء المهاجرين، ومن أفاضل وخيار الدعاة في ألمانيا، حدثني أن امرأة ألمانية غير مسلمة جاءت بابنها إلى المسجد، وقالت له: “أريد أن يتعلم ويتربى ابني في هذا المسجد”.

قال لها: “لِم؟ من المؤكد ليس عندنا مانع، لكن هل تعلمين أن هذا مسجد للمسلمين؟ وأننا جماعة مسلمة؟ ونعلمه في المسجد القرآن والسنة وحديث النبي صلى الله عليه وسلم وكذا؟ وأنتِ امرأة غير مسلمة، ربما هذا الشيء لا تفهمينه؟”

قالت: “لهذا جئت، أنا جئت خصيصًا لهذا”.

قال لها: “طيب، إذا كنتِ غير مسلمة، وتأتين بولدك إلى المسجد ليتعلم القرآن ويتربى عليه في المسجد، ما الدافع لهذا الأمر؟”

قالت له: “عندي جارة مسلمة، محجبة، لها ولد يُحسن إليها على أتم وأكمل صورة، أنا منبهرة بنموذج هذا الولد وصورة إحسانه وتعاملِه مع أمه، تمنيت أن يكون ولدي مثل هذا الولد”.

ذهبتُ إلى هذه المرأة، قلتُ لها: ما هو المنهاج التربوي الذي تعتمدينه ليكون ابنك بهذا المستوى؟
قالت لي: لا شيء، أنا لم أعلّمه، المسجد هو الذي علّمه.

قلتُ لها: ما هو هذا المسجد؟
قالت: أنا مسلمة، وعندنا المسجد يقوم بدور في التربية والتوجيه للأولاد، فأنا أدفع به كل أسبوع، يوم السبت والأحد.

قالت لها: دليني على هذا المسجد.
ودفعت بولدها ليتربى ويتعلم في المسجد، وهو غير مسلم. 

د. خالد حنفي
د. خالد حنفي

الدكتور خالد حنفي هو أحد العلماء البارزين المتخصصين في أصول الفقه، وقد حصل على درجة الدكتوراه في أصول الفقه عام 2005. شغل العديد من المناصب العلمية والدعوية والأكاديمية المرموقة في العالمين العربي والإسلامي، خاصة داخل القارة الأوروبية.

المقالات: 80